عن شجرة التّوت أتحدّث
د. مصطفى دحية
ورد في عديد المصادر، أنّ آدم وحوّاء لمّا عصيا ربّهما فأكلا من الشّجرة التي نهاهما عنها، بدت لهما سوءاتهما فهداهما الله إلى ورق شجر التّوت حيث طفقا يخصفان عليهما منه. وبدون التعمّق في معاني القصّة وتفاصيلها، والرّوايات المختلفة التي خاضت فيها، فإنّ ثمّة شبه إجماع على أنّ المراد بورق الجنّة التّوت.
أوردت هذه التّوطئة وفي ذهني تلك القصّة التي يذكرها الكثير من النّاس في معرض الحديث عن ملابسات تأسيس بلدة الهامل وكيف أنّ المؤسّسين ألقوا عصا التّرحال في مكان ما ثم ناموا، فإذا عصيّهم تتحوّل بقدرة قادر إلى أشجار وارفة الظّلال يتدفّق تحت أصولها ماء سائغ للشّاربين. وتقول الرّواية أنّ أحد المؤسّسين رمى عصاه باتجاه بلدة سيدي بوزيد فنبتت شجرة توت.
إنّ كلّ ذلك جعلني أطرح تساؤلات من قبيل:
هل من المصادفة ورود شجرة التّوت في كلتا الرّوايتين؟
ولماذا شجرة التّوت وليس شجرة أخرى؟
هل هناك دلالة رمزية لقصّة التّوت؟
ولو شئت لاستطردت في الحديث عن توتة (( بن قدور)) وما ينسب إليها من قدرات خارقة ومن سوء حلّ بمن قطعها أو أوقد حطبها، وهي من جملة أشجار عين التّوتة وليست بعيدة كثيرا عنها.
إنّني في انتظار مساهمات الأخوات والإخوة، ليس للحديث عن صدق أو عدم صدق رواية تأسيس الهامل، ولكن لإثراء كلّ متعلّقات الرّواية التّوتية حتّى نؤسّس في ما يأتي لحديث علمي هادئ عن نباتات الهامل والمناطق المجاورة له.
تحياتي fathi -mca